السبت، 30 أغسطس 2008 

فيلم : حرب.حب.رب. وجنون



فيلم (حرب.حب.رب. وجنون).. وثيقة عن تحولات العراق المستباح


نيودلهي (رويترز) - يرى مخرج عراقي أن حياة الناس في بلاده تدور في فلك ثلاثة حروف يتم تبديل مواقعها لتؤدي كما يقول الى الجنون بعد أن تخلصت البلاد من دكتاتور واحد وأصبحت مستباحة لاطراف خارجية وداخلية تتناحر لتجعل من العراقيين أكبر جالية في العالم أو لاجئين في الداخل.
ويبدأ محمد الدراجي فيلمه الوثائقي (حرب.حب.رب. وجنون) بتوثيق دخوله الى العراق عام 2004 لتصوير فيلمه الروائي الطويل (أحلام) عن العراق حين كانت القوات الامريكية تشن هجوما على ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر.
وانتهى الدراجي من انجاز فيلمه الروائي الاول الذي شارك في عشرات المهرجانات حول العالم ونال كثيرا من الجوائز. لكن الذين شاهدوا الفيلم لا يعرفون كيف تم تصويره أو اختيار بطلته أو مصير صناعه.
وشكلت الخلفيات والقصص والصعوبات الخاصة بتصوير فيلم (أحلام) مادة الفيلم الوثائقي الجديد (حرب.حب.رب. وجنون) لكنها مادة مراوغة تبدو كأنها تحكي عن الفيلم لكنها تعطي المشاهد فكرة عن أحوال العراق في لحظة حرجة أودت بحياة كثيرين وكادت تقضي على المخرج الذي فقد بعض أهله وأصدقائه موتا أو صمتا أو هجرة.
وشارك الفيلم في مسابقة (أفلام برنامج التسامح) ضمن أنشطة مهرجان (أوشيان سيني فان للسينما الاسيوية والعربية) الذي اختتم دورته العاشرة هذا الاسبوع في العاصمة الهندية.
ويعد الفيلم ومدته 72 دقيقة وثيقة تبدو محايدة عن الفراغ السياسي والامني والقتل المجاني في بلد عاد اليه المخرج وهو يحلم بجنة الديمقراطية بعد أن "اغتصبته الدكتاتورية" في زمن الرئيس السابق صدام حسين فاذا به يفاجأ بأن العراق أصبح كابوسا لا يحتمل بعد زوال الدكتاتورية اذ أصبح مستباحا لقوات الاحتلال الامريكية وأطراف داخلية متعددة جعلت من العراقيين "أكبر جالية في العالم كما أصبحوا بسبب العنف الطائفي لاجئين في بلادهم."
ويقول الدراجي ان حياة "الناس كلها" تدور حول ثلاثة حروف تشكل كلمة " حرب" فاذا حذف حرف الراء فهي "حب" واذا حذف حرف الحاء تصير "رب.. وبين هذه الحالات فالناس يعيشون حالة من الجنون."
وبدافع العشق للسينما والحياة يحاول الدراجي الحصول على تصاريح لتصوير فيلمه (أحلام) لكن عقبات كثيرة كانت في انتظاره منها رفض كثيرات القيام بدور البطولة خوفا من المسلحين الذين سيرون بالطبع سيارات التصوير في الشارع ولا يأمن أحد هجماتهم وزاد من صعوبة الامر أن البطلة تغتصب في أحد المشاهد.
لكن الممثلة أسيل عادل توافق على القيام بدور البطولة بشروط منها أن يقوم زوجها في الحياة بدور الرجل الذي يغتصبها في الفيلم وأن يشارك ابنها البالغ 18 شهرا في الفيلم أيضا.

ويتعرض فريق الفيلم للموت أثناء التصوير اذ تطلق عليهم نيران مجهولة كما تقوم مروحيات بالتحليق في الصحراء خارج مدينة بغداد حيث يصورون بعض المشاهد فيضطر المخرج لمخاطبة قائد الطائرة بأن يكتب فوق الرمال بحروف انجليزية كبيرة "عزيزي قائد الطائرة.. نحن مسالمون.. نصور فيلما عن العراق.. لا تطلقوا علينا النار".
كما يسجل الفيلم اللحظة العبثية التي يعيش فيها العراق حاليا ولا يعرف في دخان معاركها العدو من الصديق اذ يسخر الفيلم بمرارة من هذه الصورة الغائمة قائلا " الامريكان يستهدفوننا والامن الوطني (العراقي) يستهدفنا والمقاومة تستهدفنا" ولم يكونوا وحدهم المستهدفين بالفعل فالاحداث تجري على خلفية اختطاف العراقية الامريكية مرجريت حسن التي كانت تعمل مع احدى وكالات المساعدة الانسانية ولم تفلح محاولات انقاذها اذ تقتلها جماعات مسلحة بحجة أنها "تعمل مع الامريكان" كما قال نزار وهو صديق للمخرج.
وكاد نزار يلقى المصير نفسه اذ يقول ان المختطفين طالبوه بالعمل معهم مقابل 300 دولار شهريا لانه يجيد التحدث بالانجليزية فيسأله المخرج.. لماذا لم تخبر الامريكيين؟ فيجيب ساخرا.. ان الامريكيين لا يستطيعون حماية أنفسهم.
ويتعرض المخرج الذي يحمل الجنسية الهولندية للاختطاف مع بعض مساعديه على يد مسلحين وبعد أيام يفرج عنهم وقد صودرت المعدات وأعيدت اليهم المادة المصورة بعد اتلاف جانب منها. ولا يتوقف الامر على ذلك وانما يخضعون للتحقيق أمام الامريكيين.
وبعد انتهاء أيام الرعب هذا يقول بشير أحد العاملين في الفيلم ان الحرب لا تدور في ميادين القتال وانما في العقول والقلوب.
وكانت مصائر فريق الفيلم من ممثلين ومصورين مأساوية.. فالدراجي فقد أخوه الذي تعرض للقتل وبشير أصبح "لاجئا في وطنه بسبب العنف الطائفي" والممثل بشار قتل قبل عرض الفيلم "بسبب العنف الطائفي" ومنتظر منتج الفيلم تلقى علاجا نفسيا.
وينتهي الفيلم بتسجيل أن "30 في المئة من العراقيين هربوا من العراق طلبا للامان" كما "أصبح كثيرون لاجئين في وطنهم" ليبقى سؤال الفيلم مطروحا.. من المسؤول؟ ولماذا بعد أن ظنوا أن مشكلات بلادهم ستنتهي بزوال الدكتاتورية فاذا بالبلاد تتحول الى ساحات حرب؟
من سعد القرش

الخميس، 7 أغسطس 2008 

كتابات في السينما العراقية



عبد الجبار العتابي من بغداد:على الرغم من الغياب الواضح للسينما العراقية عن المشهد الثقافي، الا ان التواصل معها مستمر من خلال الكتابات التي يقدمها النقاد والمتابعون والتي يضخون فيها اشواقهم وامنياتهم، ويستذكرون ماضيها، وقد صدر مؤخرا للزميل الناقد السينمائي العراقي مهدي عباس كتاب يحمل عنوان (كتابات في السينما العراقية)، تضمن على اربعة فصول وملحق ضم قائمة بالانتاج السينمائي العراقي، والفصول تناولت : تاريخ السينما العراقية، سينمائيون عراقيون، دور العرض السينمائي والاستعراض السريع، وهذه الكتابات هي مختارات مما نشره الكاتب على مدى السنوات الماضية والتي قرأ فيها ملامح هذه السينما والعقبات امام حركة عجلتها، وكيفية انطلاقها، وقد كتب في مقدمته للكتاب : تعد السينما العراقية واحدة من السينمات المهمة عربيا ليس لما قدمته كصناعة ولكن لما قدمت من افلام متميزة اخذت شهرة عربية زعالمية وبعضها حقق نجاحات فنية وحصد العديد من الجوائز العربية والعالمية، ويضيف الكاتب : على الرغم من ان صناعة السينما في العراق بدأت في منتصف الاربعينيات من القرن العشرين وقدمت (99) فيلما الا ان اي كتاب يؤرخ لهذه السينما لم يظهر، ما عدا مقالات هنا وهناك وكراس صغير كتبه الراحل احمد فياض المفرجي ودليل اصدرته دائرة السينما والمسرح من تأليفي هو (دليل الفيلم الروائي العراقي) عام 1997 والذي تناولت فيه كل الافلام العراقية المنتجة خلال نصف قرن من الزمان .ويؤكد الكاتب موضحا ما في كتابه : هنا في هذا الكتاب جمعت كل ما كتبته عن السينما العراقية من مقالات في الصحف والمجلات العراقية والعربية وأردتها لتكون مرجعا ودليلا لهذه السينما وتاريخها ورجالاتها وكل ما يتعلق بها، والمعلومات الواردة في كل المقالات تعتمد الدقة والمصداقية من خلال علاقتي الشخصية بالسينمائيين العراقيين ومن مشاهدتي لجميع الافلام العراقية تقريبا من خلال فعاليات خميس الفيلم العراقي التي نظمتها دائرة السينما والمسرح عام 1993، وان اهمية الكتاب تأتي لملء فراغ كبير في الكتابة عن السينما العراقية ولعد وجود مصادر يرجع اليها الباحث والمتابع والمهتم .
في الكتاب يرسم الناقد السينمائي مهدي عباس بالارقام والاسماء كل ما مرت به السينما العراقية ومن مروا بها من مختلف الاختصاصات، كما يذهب الى قراءة في اسباب عدم تواصلها وتوقفها، كما انه يستعرض بشكل سريع حكايات عدد من الافلام العراقية، وفي الاخير يضع قائمة الانتاج السينمائي العراقي مع بعض الصور من بعض الافلام .


ايلاف

اخبار سينمائية is powered by Blogspot and Gecko & Fly.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.
First Aid and Health Information at Medical Health